3afsa

mardi 10 mai 2011

عجبي

 اذا ما سلّمنا أنّ كلّ رجل سياسة هو رجل لبق و ماكر في القول و أنّ كلّ رجل صحافة، تتوفّر لديه على الأقلّ "ذرّة رجوليّة"، هو رجل فصيح و خبيث في استدراج الأقوال فانّك ستجد نفسك و بالضّرورة خارج تونس... و لكن فلنسلّم

عادة ما يكون للرّجال الكبار في السّنّ من الحكمة و الخبرة ما يخوّل لهم ألّا ينزلوا لمستوى متدنّيا في أخلاقيّات التّناقش و هم طبعا  من يحدّدوا المستوى الذّي يريدون حسب ما تقتضيه الضّرورة في تلك اللّحظة

و انّي لأستغرب ممّن يدّعون أنّهم من يمارسون السّياسة و يقابلون رؤساء العالم و يسمحون لأنفسهم بالتّعدّي على كرامة انسان آخر حتّى و ان أخطأ في حقّه... لقد بان بالوضوح انّ السّيّد الفاضل فخامة الوزير الأوّل قد فقد رصانته و حنكته لسبب مّا قد أثار حفيظته

فعجبي ممّن يدّعي دماثة الأخلاق و يتجرّد منها ليهين من يشاء و متى يشاء
عجبي ممّن يدّعي الحنكة السّياسيّة و حين يُسأل لا يجيب و اذا أجاب لا يقنع و اذا أقنع لا يشفي
عجبي ممّن يخوّل لنفسه أن يقرّ بعدم شرعيّته و يعلن فخورا أنّه من يحكم و يسيّر
عجبي من المحكوم  المظلوم يسمع و تمارس عليه التّجاوزات في حقوقه و يتباهى بولائه لحاكمه تحت شعار لن نصمت بعد الآن
عجبي من صحافة، ليست موجّهة، أهينت بحضورها و لا تردّ في حينها أو حتّى بعد التّريّث
و عجبي من محاكمة سياسيّة تحدث بعد ثورة لطالما طبّلوا لها و نعتوها بثورة حرّيّة و كرامة... فلا كرامة رأيت و لا حرّيّة أحسست


 و الأعجب أنّه لن يبقى من حديثي الّا التّعجّب

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire